‏المسؤوليات العائلية

 الفصل السابع والثلاثون

المسؤوليّات العائليّة

مسؤوليّات الأهل

  • ما هي المسؤوليّات التي يتشاركها الزوج والزوجة في تربية أولادهم؟

لكلّ شخص مكانة مهمّة في عائلته. شرح الربّ من خلال الأنبياء كيف يجب أن يتصرّف الآباء والأمّهات والأولاد وكيف يجب أن تكون مشاعرهم تجاه بعضهم البعض . علينا أن نتعلّم، كأزواج وزوجات وأولاد، الأمور التي يتوقّع الله منّا أن نقوم بها لتحقيق هدفنا كعائلة. إن قمنا كلّنا بتأدية أدوارنا، سنتوحّد إلى الأبد.

وخلال تأدية المهام المقدّسة هذه، ”على الأب والأم مساعدة بعضهما كشريكَين متساوَيين“ (”العائلة: إعلان للعالم،“ Ensign، تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٩٥، ١٠٢). عليهما أن يعملا معاً لتلبية حاجات العائلة الروحيّة والعاطفيّة والفكريّة والجسديّة.

هنالك بعض المسؤوليّات التي يجب على الزوج والزوجة مشاركتها. على الأهل أن يعلّموا أولادهم الإنجيل. إن لم يعلّم الوالدان أولادهما عن الإيمان والتوبة والمعموديّة وهبة الروح القدس، حذّر الربّ من أنّ الخطيئة ستقع على رأس كلّ منهما. كما على الأهل أيضاً أن يعلّموا أولادهم الصلاة وإطاعة وصايا الربّ. (راجع المبادئ والعهود ٦٨‏:٢٥، ٢٨.)

ويشكّل المثال إحدى أفضل الطرق التي يستطيع الأهل اعتمادها لتعليم أولادهم. على الزوج والزوجة أن يظهرا الحبّ والاحترام لبعضهما ولأولادهما بالقول والفعل. من المهمّ أن نتذكّر أنّ كلّ فرد في العائلة هو ابن لله. على الأهل أن يعاملوا أولادهم بحبّ واحترام وأن يكونوا صارمين ولكن لطفاء معهم.

يجب أن يفهم الأهل أنّ الأولاد سيقومون أحياناً بخيارات خاطئة حتّى بعد أن يكونوا قد تعلّموا الحقيقة. على الأهل عدم الاستسلام عند حدوث ذلك. عليهم أن يستمرّوا في تعليم أولادهم، وفي التعبير عن حبّهم لهم، وفي كونهم قدوة جيّدة لهم، وفي الصوم والصلاة من أجلهم.

يخبرنا كتاب مورمون كيف ساعدت صلوات والدٍ ابنه المتمرّد على العودة إلى سبل الربّ. خالف ألما الابن تعاليم والده البارّ، ألما، وسعى وراء تدمير الكنيسة. فصلّى الوالد بإيمان من أجل ابنه. حينئذٍ زار ملاك ألما الابن الذي تاب عن نمط عيشه الشرّير. وأصبح قائداً عظيماً في الكنيسة. (راجع موصايا ٢٧‏:٨–٣٢.)

يمكن للأهل أن يؤمّنوا جوّاً من الاحترام والمهابة في المنزل إن علّموا أولادهم وأرشدوهم بحبّ. على الأهل أيضاً أن يؤمّنوا اختبارات سعيدة لأولادهم.

  • كيف يمكن للزوج والزوجة أن يدعما بعضهما في دوريهما؟ أين يمكن أن يجد الأشخاص الذين يربّون أولادهم بمفردهم الدعم؟

مسؤوليات الأب

  • ما هي الأمثلة الإيجابيّة التي رأيتها عن آباء يربّون أولادهم؟

”تنصّ خطّة الله على أن يترأّس الأب عائلته بالمحبّة والبرّ وأن يكون مسؤولاً عن تأمين حاجات الحياة الأساسية والحماية لها.“ (العائلة: إعلان للعالم، [35602]). إنّ كلّ أب مستحقّ عضو في الكنيسة لديه فرصة حمْل الكهنوت، ممّا يجعله القائد الكهنوتيّ لعائلته. يجب أن يرشد عائلته بتواضع ولطف بدلاً من القوّة أو القسوة. تعلّم النصوص المقدّسة أنّه يجب على حملة الكهنوت أن يقودوا الآخرين بالإقناع والرقّة والحبّ واللطف (راجع المبادئ والعهود ١٢١‏:٤١–٤٤؛ الرسالة إلى أهل أفسس ٦‏:٤).

يشارك الأب بركات الكهنوت مع أفراد عائلته. عندما يحمل الرجل كهنوت ملكيصادق، يمكنه مشاركة تلك البركات من خلال مباركة المرضى ومنح بركات الكهنوت الخاصّة. وتحت إشراف أحد قادة الكهنوت المترئّسين، يمكنه أن يبارك الأولاد، ويعمّد، ويثبّت، ويؤدّي مرسوم الرسامة في الكهنوت. يجب أن يشكّل مثالاً جيّداً لعائلته من خلال حفظ الوصايا. عليه أيضاً أن يحرص على أن يصلّي أفراد العائلة معاً مرّتين في اليوم ويعقدوا أمسيات عائليّة منزليّة.

على الأب أن يمضي بعض الوقت مع كلّ ولد من أولاده على حدة. يجب أن يعلّم أولاده المبادئ الصحيحة، ويحدّثهم بخصوص مشاكلهم ومشاغلهم، وينصحهم بمحبّة. يمكن إيجاد بعض الأمثلة الجيّدة عن ذلك في كتاب مورمون (راجع ٢ نافي ١‏:١٤٣‏:٢٥؛ ألما ٣٦–٤٢).

من واجبات الأب أيضاً أن يلبّي الحاجات الجسديّة لأفراد عائلته ويتأكّد من أنّ لديهم الطعام والمسكن والملبس والتعليم الضروري. حتّى وإن كان لا يستطيع تأمين كلّ الدعم بمفرده، يجب ألّا يتخلّى عن مسؤوليّة الاهتمام بعائلته.

مسؤوليات الأمّ

  • ما هي الأمثلة الإيجابيّة التي رأيتها عن أمّهات يربّين أولادهنّ؟

قال الرئيس دايفدماك كاي إنّ الأمومة هي الدعوة الأنبل (راجع Teachings of Presidents of the Church: David O. McKay [٢٠٠٣]، ١٥٦). إنّها دعوة مقدّسة، شراكة مع الله للإتيان بأبنائه الروحيّين إلى العالم. فالقدرة على حمل الأطفال هي من أعظم البركات. في غياب الأب في المنزل، تترأّس الأم العائلة.

نوّه الرئيس بويد ك. باكر بالنساء اللواتي لا يستطعنّ إنجاب الأولاد ومع ذلك، يسعينَ للاهتمام بأولاد الغير. قال: ”عندما أتكلّم عن الأمّهات، لا أتكلّم فقط عن النساء اللواتي أنجبن أطفالاً بل أيضاً عن اللواتي اهتممن بأولاد نساء أخريات، وعن النساء الكثيرات اللواتي أصبحنَ أمّهات لأولاد نساء أخريات“ (Mothers [١٩٧٧]، ٨).

علّم أنبياء الأيّام الأخيرة ما يلي: ”أمّا مسؤوليّة الأمّ الأساسيّة فتقضي بتربية أولادها“ (العائلة، إعلان للعالم، Ensign، تشرين الثاني/نوفمبر. ١٩٩٥، ١٠٢). على الأمّ أن تمضي وقتاً مع أولادها وتعلّمهم الإنجيل. عليها أن تلعب وتعمل معهم فيتمكّنون من اكتشاف العالم من حولهم. عليها أن تساعد عائلتها على معرفة كيفيّة تحويل المنزل إلى مكان مريح. وإن كانت حنونة ومحبّة، تساعد أولادها على الشعور بالارتياح تجاه أنفسهم.

يصف كتاب مورمون مجموعة من ٢,٠٠٠ شاب أصبحوا عظماء بفضل تعاليم أمّهاتهم (راجع ألما ٥٣‏:١٦–٢٣). بقيادة النبيّ حيلامان، ذهبوا إلى المعركة لمقاتلة أعدائهم. كانوا قد تعلّموا من أمهاتهم أن يكونوا مستقيمين وشجعان وجديرين بالثقة. وعلّمتهم أمّهاتهم أيضاً أنّهم إن لم يشكّوا، فإنّ الله سيحرّرهم (راجع ألما ٥٦‏:٤٧). وخرجوا كلّهم من المعركة أحياء. فعبّروا عن إيمانهم بتعاليم أمّهاتهم قائلين: ”لا شكّ عندنا في أنّ أمهاتنا كنّ بصيرات بالأمر“ (ألما ٥٦‏:٤٨). كلّ أمّ تملك شهادة يمكنها التأثير بشكل عميق على أولادها.

مسؤوليّات الأولاد

  • كيف يساعد الأولاد أهلهم على بناء منزل سعيد؟

يشارك الأولاد أهلهم مسؤوليات بناء منزل سعيد. عليهم أن يطيعوا الوصايا ويتعاونوا مع أفراد العائلة الآخرين. لا يُسَرّ الربّ عندما يتشاجر الأولاد (راجع موصايا ٤‏:١٤).

أوصى الربّ الأولاد بتكريم والديهم. قال: ”أكرم أباك وأمّك؛ لكي تطول أيّامك على الأرض التي يعطيك الربّ إلهك“ (الخروج ٢٠‏:١٢). ويعني تكريم الوالدين محبّتهما واحترامهما. ويعني أيضاً إطاعتهما. توصي النصوص المقدّسة الأولاد بالتالي: ”أطيعوا والديكم في الربّ لأنّ هذا حقّ“(الرسالة إلى أهل أفسس ٦‏:١).

قال الرئيس سبنسر و. كمبل أنّه ينبغي على الأولاد أن يتعلّموا العمل ومشاركة المسؤوليات في المنزل والحديقة. يجب أن توكل إليهم مهمّات لإبقاء المنزل مرتّباً ونظيفاً. (راجع Teachings of Presidents of the Church: Spencer W. Kimball [٢٠٠٦]، ١٢٠.)

  • ما هي الأمور التي يجب أن يقوم بها الأولاد ليكرّموا أهلهم ويحترموهم؟

  • ما الذي فعله والداك والذي جعلك تكرّمهما وتحترمهما؟

إنّ قبول المسؤوليات يجلب البركات

  • ما هي الأمور التي يستطيع كلٌّ من أفراد العائلة القيام بها لجعل المنزل مكاناً سعيداً؟

إنّ العائلة المحبّة والسعيدة لا تتكوّن بالصدفة. فعلى كلّ فرد من أفرادها أن يؤدّي دوره. وقد أعطى الربّ مسؤوليات للأهل والأولاد على حدّ سواء. والنصوص المقدّسة تعلّمنا أنّه يجب علينا أن نفكّر في الآخرين ونفرحهم ونراعيهم. عندما نتحدّث أو نصلّي أو نغنّي أو نعمل معاً، يمكننا أن نتمتّع ببركات التناغم في عائلاتنا. (راجع الرسالة إلى أهل كولوسي ٣.)

  • ما هي بعض التقاليد والممارسات التي تستطيع أن تجعل من المنزل مكاناً سعيداً؟

نصوص مقدّسة إضافيّة ومراجع أخرى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‏الدينونة الاخيرة

يسوع المسيح: قائدنا ومخلصنا المختار

‏الإعلاء