‏هبة الروح القدس

 الفصل الحادي والعشرون

هبة الروح القدس

شاهد فيديو للدرس

الروح القدس

في الفصل السابع، تعلّمنا أنّ الروح القدس هو عضو في الهيئة الإلهية. وهو ”شخصية روحية“ (المبادئ والعهود ١٣٠‏:٢٢). لا يملك جسداً من اللحم والعظام. ويمكن لتأثيره أن يكون في كلّ مكان في آن واحد. مهمّته أن يشهد على الآب والابن وكلّ الحقائق. بالإضافة إلى ذلك، يُظهرنا الروح القدس أو يُقدّسنا ليحضّرنا للعيش في حضرة الله. الروح القدس ينقّي قلوبنا فلا نعود نرغب في ارتكاب الشرّ.

ثمّة فرق بين الروح القدس و هبة الروح القدس. في هذا الفصل، سنتعلّم ما هي هبة الروح القدس وكيف يمكننا تسلّم هذه الهبة العظيمة من الله.

هبة الروح القدس

  • ما الفرق بين الروح القدس وهبة الروح القدس؟

هبة الروح القدس هي امتياز يُمنح للمؤمنين بيسوع المسيح المعمّدين والمثبّتين كأعضاء في الكنيسة وهو يسمح لهم بالحصول باستمرار على إرشاد وإلهام من الروح القدس.

قال جوزف سميث إنّنا نؤمن بأنّ التمتّع بهبة الروح القدس هو اليوم بقدر ما كان عليه في أيّام الرسل الأوّلين. نؤمن بهذه الهبة في كامل ملئها وقوّتها وعظمتها ومجدها. (راجع Teachings of Presidents of the Church: Joseph Smith [٢٠٠٧], ٩٧–٩٨.)

يمكن لشخص أن يحصل مؤقّتاً على إرشاد الروح القدس من دون أن يتسلّم هبة الروح القدس (راجع المبادئ والعهود ١٣٠‏:٢٣). غير أنّ هذا الإرشاد لن يستمرّ إلّا إذا تعمّد هذا الشخص ومُنح هبة الروح القدس عن طريق وضع الأيدي. نقرأ في سفر أعمال الرسل ١٠ أنّ الجندي الروماني كرنيليوس حصل على إلهام من الروح القدس ليعرف أنّ إنجيل يسوع المسيح صحيح. غير أنّ كرنيليوس لم يتسلّم هبة الروح القدس إلّا بعد تعميده. وعلّمنا النبيّ جوزف سميث أنّه لو لم يتعمّد كرنيليوس ولم يتسلّم هبة الروح القدس، لكان هجره الروح القدس (راجع Teachings of Presidents of the Church: Joseph Smith، ٩٧).

اليوم، بقوّة الروح القدس، يتوصّل الأشخاص من غير الأعضاء في الكنيسة إلى معرفة أنّ كتاب مورمون صحيح (راجع موروني ١٠‏:٤–٥). غير أنّ هذه الشهادة الأوّلية تهجرهم إن لم يتسلّموا هبة الروح القدس. ولا يحصلون على التأكيد الدائم الذي يمكن أن يأتي للّذين يتمتّعون بهبة الروح القدس.

تسلّم هبة الروح القدس

  • ماذا يجب أن نفعل للحصول على الرفقة الدائمة للروح القدس؟

بعد تعميد الأشخاص، يتمّ تثبيتهم كأعضاء في الكنيسة ويُمنحون هبة الروح القدس بواسطة وضع الأيدي. قال الربّ: ”وكلّ من يؤمن ستثبتانه في كنيستي بوضع الأيدي. فأمنحه موهبة الروح القدس“ (المبادئ والعهود ٣٣‏:١٥).

يمكن لكلّ شيخ مستحقّ في الكنيسة، عندما يؤذن له، أن يُعطي هبة الروح القدس لشخصٍ آخر. إلّا أنّه ليس من ضمانة أنّ هذا الشخص سيحصل على الإلهام والإرشاد من الروح القدس بمجرّد وضع الأيدي على رأسه من قبل الشيوخ. على كلّ شخص أن ”يتسلّم الروح القدس.“ يعني ذلك أنّ الروح القدس لن يأتي إلينا إلّا عندما نكون مؤمنين ونرغب في الحصول على مساعدة من هذا المرسال السماوي.

لنستحق الحصول على مساعدة الروح القدس، يجب أن نسعى بجدّية إلى إطاعة وصايا الله. علينا أن نبقي أفكارنا وأفعالنا طاهرة.

التعرّف إلى تأثير الروح القدس

يتواصل الروح القدس عادةً معنا بسكون. وكثيراً ما يُشار إلى تأثيره بعبارة ”الصوت المنخفض الخفيف“ (راجع الملوك الأول ١٩‏:٩–١٢؛ حيلامان ٥‏:٣٠؛ المبادئ والعهود ٨٥‏:٦). وقد شرح الرّئيس بويد ك. باكر: ”يتحدّث الروح القدس بصوت تشعر به أكثر ممّا تسمعه. … ففي حين نتحدّث عن ’الاستماع‘ إلى همسات الروح. في أكثر الأحيان يصف الناس الدعوات الروحية بالقول: ’لقد كان لي شعور. …‘“ وأكمل قائلاً ”صوت الروح هذا يتحدّث برقّة، يرشدك إلى ما يجب أن تفعله أو تقوله، كما يمكن أن يحذّرك أو ينبهك“ (في تقرير المؤتمر، تشرين الأول/أكتوبر ١٩٩٤, ٧٧; أو Ensign، تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٩٤، ٦٠).

إحدى أعظم هبات الله

  • ما هي البركات التي يمكننا الحصول عليها من خلال هبة الروح القدس؟

إنّ هبة الروح القدس هي من أعظم هبات الله لنا. بواسطة الروح القدس يمكننا أن نعرف أنّ الله حي، وأنّ يسوع هو المسيح، وأنّ كنيسته قد استعيدت على الأرض. كما يمكننا أن نحظى بدعوات الروح القدس التي تظهر لنا كلّ ما يجب أن نقوم به (راجع ٢ نافي ٣٢‏:٥). الروح القدس يقدّسنا كي يحضّرنا للعيش في حضرة الله. فنتمكّن من التمتّع بهبات الروح (راجع الفصل الثاني والعشرين من هذا الكتاب). هذه الهبة العظيمة من أبينا السماوي يمكن أيضاً أن تأتي بالسلام إلى قلوبنا وبفهمٍ لأمور الله (راجع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ٢‏:٩–١٢).

  • لماذا تشكّل هبة الروح القدس إحدى أعظم هبات الله لنا؟

نصوص مقدّسة إضافية

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‏الدينونة الاخيرة

صورة
  الفصل الخامس والأربعون الدينونة الأخيرة شاهد فيديو للدرس دينونات الله ما هي بعض الدينونات المختلفة التي تسبق الدينونة الأخيرة؟ كيف تتّصل هذه الدينونات بعضها ببعض؟ خاص بالمدرّسين:  لا تحتاج إلى تعليم كلّ ما يرد في كلّ فصل. بينما تستعدّ بتقوى للتعليم، اطلب إرشاد الروح لتعرف أيّة أقسام من الفصل يتعيّن عليك أن تغطّي. كثيراً ما تخبرنا النصوص المقدّسة بأنّ اليوم سيأتي حين سنقف أمام الله ونُدان. علينا أن نفهم كيف تجري الدينونة لنتمكّن من الاستعداد بشكل أفضل لهذا الحدث المهم. تعلّمنا النصوص المقدّسة أنّنا سنُدان جميعنا بحسب أعمالنا: ”ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم“ ( رؤيا يوحنّا ٢٠‏:١٢ ؛ راجع أيضاً  المبادئ والعهود ٧٦‏:١١١ ؛  ١ نافي ١٥‏:٣٢ ؛  إبراهيم ٣‏:٢٥–٢٨ ). سنُدان أيضاً ”[حسب] … رغبات [قلوبنا]“ ( المبادئ والعهود ١٣٧‏:٩ ؛ راجع ايضاً  ألما ٤١‏:٣ ). هنا على الأرض. نُدان بحسب استحقاقنا نيل الفرص في ملكوت الله. عندما نتسلّم المعموديّة ، نُعتبر مستحقّين لتسلُّم هذا المرسوم. عندما
قراءة المزيد

يسوع المسيح: قائدنا ومخلصنا المختار

صورة
  الفصل الثالث يسوع المسيح، قائدنا ومخلّصنا المختار شاهد فيديو للدرس كان من الضروري إرسال مخلّص وقائد لماذا احتجنا إلى مغادرة الآب السماوي؟ ولِمَ الحاجة إلى مخلّص؟ عندما عُرضت علينا خطة خلاصنا في العالم الروحي ما قبل الحياة الأرضية، سعدنا لدرجة أنّنا هلّلنا فرحاً (راجع  أيوب ٣٨‏:٧ ). وفهمنا أنّ علينا أن نترك منزلنا السماوي لبعض الوقت. وأن نعيش بعيداً عن حضرة أبينا السماوي. وفيما نحن بعيدون عنه، سنرتكب جميعنا خطايا والبعض منّا سيضلّ طريقه. أبونا السماوي يعرف كلّ واحدٍ منّا ويحبّه. وهو أدرك بأنّنا سنحتاج إلى العون لذا وضع خطّةً ليساعدنا. كنّا نحتاج إلى مخلّص يدفع ثمن خطايانا ويعلّمنا كيف نعود إلى أبينا السماوي. فقال أبونا: ”من أرسل؟“ ( إبراهيم ٣‏:٢٧ ). فقال له يسوع المسيح المدعو يهوه: ”هأنذا أرسلني“ ( إبراهيم ٣‏:٢٧ ؛ راجع أيضاً  موسى ٤‏:١–٤ ). كان يسوع مستعدّاً للمجيء إلى الأرض كي يهبنا حياته ويحمل خطايانا. وهو أرادنا تماماً مثل أبينا السماوي أن نختار إن كنّا نريد أن نطيع وصايا الآب السماوي. وهو كان يعلم أنّه يجب أن نتمتّع بحرّية الاختيار لنثبت أنّنا حقّاً نستحقّ الإعلاء. وقال يسوع: ”يا
قراءة المزيد

‏الإعلاء

صورة
  الفصل السادس والأربعون الإعلاء شاهد فيديو للدرس خطّة تقدّمنا عندما كنّا نعيش مع أبينا السماويّ، شرح لنا خطّة لتقدّمنا . يمكننا أن نصير مثله، كائنات مرفوعة. وبحسب الخطّة كان علينا أن ننفصل عنه ونأتي إلى الأرض . كان هذا الانفصال ضروريّاً لإثبات ما إذا كنّا سنطيع وصايا أبينا مع أنّنا لم نعد في حضرته. وقد ورد في الخطّة أنّنا، حين تنتهي حياتنا على الأرض، سنُدان ونحاسب بحسب درجة إيماننا وطاعتنا. ومن النصوص المقدّسة، نعلم أنّه ثمّة ثلاث ممالك مجد في السماء. وقد ذكر بولس الرسول أنّه عرف رجلاً ”اختُطف […] إلى السماء الثالثة“ ( الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس ١٢‏:٢ ). سمّى بولس اثنتين من الممالك في السماء: السماويّة والأرضيّة (راجع  الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١٥‏:٤٠–٤٢ ). السماويّة هي العليا والأرضيّة هي الثانية. من خلال رؤيا الأيّام الأخيرة نتعلّم أنّ المملكة الثالثة هي المملكة الدنيا (راجع  المبادئ والعهود ٧٦‏:٨١ ). ونتعلّم أيضاً أنّه ثمّة سموات أو درجات ثلاث في المملكة السماويّة (راجع  المبادئ والعهود ١٣١‏:١ ). الإعلاء ما الإعلاء؟ الإعلاء هو حياة أبديّة شبيهة بالحياة التي يعيشها الله.
قراءة المزيد