شعب العهد مع الرب
الفصل الخامس عشر
شعب العهد مع الربّ
شاهد فيديو للدرس
طبيعة العهود
ما هو العهد؟ ولِمَ يُلقَب قدّيسو الأيام الأخيرة بشعب العهد؟
منذ البداية، أقام الربّ عهوداً مع أبنائه على الأرض. وعندما يقطع أفراد شعبه العهود (أو الوعود) معه، يعرفون خير معرفة ماذا يتوقّع الربّ منهم وأية بركات يمكنهم أن ينتظروها منه. ويتمكّنون من القيام بعمله على الأرض بشكلٍ أفضل. ويُعرف الناس الذين تربطهم بالربّ عهوداً متبادلة باسم شعب العهد مع الربّ. أعضاء الكنيسة هم جزء من شعب العهد مع الربّ.
وفقاً للإنجيل، العهد هو اتفاق مقدّس أو وعد متبادل بين الله وشخصٍ أو مجموعةٍ من الأشخاص. وعندما يقطع الله عهداً، يعد الإنسان ببركةٍ إن أطاع وصايا معيّنة. وهو يضع شروطاً محدّدة لعهوده ويكشف هذه الشروط لأنبيائه. إذا اخترنا أن نطيع شروط العهد، نحصل على البركات الموعود بها. أمّا إذا اخترنا ألّا نمتثل للشروط، يحرمنا من البركات وفي بعض الأحيان ينزل بنا عقاباً.
فعلى سبيل المثال، عندما ننضمّ إلى الكنيسة نقطع عهوداً متعدّدة مع الله (راجع الفصل العشرين من هذا الكتاب). فعند المعمودية، نقطع عهداً مع المخلّص بأن يُطلَق علينا اسمه. وهو يعدنا أنّ ”كلّ من يتوب ويعتمد باسمي، يسوع المسيح، ويثبت إلى المنتهى، سيخلص“ (المبادئ والعهود ١٨:٢٢). ونقوم أيضاً بعهدٍ مع الربّ عندما نتناول القربان (راجع الفصل الثالث والعشرين من هذا الكتاب). نعده بأن يُطلَق علينا اسمه وبأن نتذكّره ونطيع وصاياه. ونحصل على وعدٍ هو أنّ الروح القدس سيكون معنا. (راجع المبادئ والعهود ٢٠:٧٧–٧٩.) عندما نتسلّم مراسيم الهيكل، نقطع عهوداً مقدّسة أخرى ونحصل على وعدٍ بالإعلاء مقابل الطاعة المخلصة (راجع المبادئ والعهود ١٣٢؛ راجع أيضاً الفصل ٤٦ من هذا الكتاب).
قطع الله أيضاً وعوداً خاصة مع أشخاص محدّدين أو جماعات معيّنة. منهم على سبيل المثال آدم وأخنوخ ونوح وأبناء إسرائيل ولحي (راجع موسى ٦:٣١–٣٦، ٥٢؛ التكوين ٩:٩–١٧؛ الخروج ١٩:٥–٦؛ ٢ نافي ١). كما قطع عهداً خاصاً مع إبراهيم ونسله يبارك اليوم أعضاء الكنيسة وشعوب الأرض جميعها.
فكّر في العهود التي قطعتها مع الله وفي البركات التي وعدك بها إن وفيت بهذه العهود.
العهد الذي قطعه الله مع إبراهيم ونسله
ما المقصود بالعهد مع إبراهيم؟
كان إبراهيم وهو نبيٌّ من العهد القديم رجلاً في غاية البرّ (انظر الرسم في هذا الفصل). وهو رفض أن يعبد أصنام أبيه. وحفظ وصايا الربّ جميعها. نظراً إلى برّه، قطع الربّ عهداً معه ومع نسله.
وعد الربّ إبراهيم بنسلٍ لا يُعدّ ولا يُحصى. كما وعده بأنّه سيحقّ لكلّ فرد من نسل إبراهيم استلام الإنجيل وبركات الكهنوت ومراسيم الإعلاء جميعها. وبواسطة قوّة الكهنوت، سيحمل هذا النسل الإنجيل إلى جميع الأمم. وبفضله ستُبارك جميع عائلات الأرض (راجع إبراهيم ٢:١١). وعد الله أيضاً بأنّه سيقطع عهداً مع جميع أجيال أبناء إبراهيم إذا كانوا بارّين ( التكوين ١٧:٤–٨).
كيف تنطبق وصايا العهد مع إبراهيم ووعوده علينا اليوم؟ (فكّر في تطبيق هذا السؤال على أطر مختلفة، كالمنزل ومكان العمل والمجتمع المحلّي والخدمة التبشيرية.)
أعضاء الكنيسة هم من شعب العهد
ما هي البركات التي تحلّ على شعب العهد مع الله اليوم وما هي المسؤوليات التي يضطلع بها؟
ليس نسل إبراهيم الذي تجمعه روابط الدم الشعب الوحيد الذي يطلق عليه الله اسم شعب العهد. فقد قال الله لإبراهيم عندما توجّه إليه: ”كلّ من يتسلّم هذا الإنجيل سيُدعون على اسمك ويُحسبون من نسلك وينهضون ويباركونك كأبيهم“ (إبراهيم ٢:١٠). وبالتالي، إنّ العهد الذي قُطع مع إبراهيم موجّهٌ إلى فئتين من الناس: الأولى هي نسل إبراهيم البارّ الذي تجمعه روابط الدم أمّا الثانية فتتألّف من الذين انضمّوا إلى نسله بقبولهم إنجيل يسوع المسيح والعيش وفقاً لمبادئه (راجع ٢ نافي ٣٠:٢).
عندما نتعمّد للانضمام إلى الكنيسة، ننضمّ إلى العهد الذي قطعه الربّ مع إبراهيم وإسحق ويعقوب (راجع الرسالة إلى غلاطية ٣:٢٦–٢٩). وإن كنّا مطيعين، نحصل على البركات الناجمة عن هذا العهد. كما يحقّ لنا أن نحصل على المساعدة والإرشاد من الروح القدس. ويحقّ للرجال المستحقّين أن يحملوا الكهنوت. وتستطيع العائلات أن تنعم ببركات الكهنوت. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نكتسب الحياة الأبدية في المملكة السماوية. فما من بركات أعظم من هذه.
توازياً مع البركات التي نتلقّاها بصفتنا شعب العهد مع الربّ، نضطلع بمسؤوليات كبيرة. فقد وعد الربّ إبراهيم بأن يُنشَر الإنجيل في جميع أنحاء الأرض عبر نسله. ونحن نؤدّي هذه المهمّة بواسطة برنامج المتفرّغين للتبشير التابع للكنيسة والعمل التبشيري الذي يقوم به الأعضاء. وهذه الفرصة للتبشير بالإنجيل في كلّ أنحاء العالم هي حكرٌ على كنيسة الربّ وشعب العهد.
بصفتنا شعب العهد مع الربّ، علينا أن نحفظ وصاياه. فقد قال الربّ: ”أنا الربّ مقيّدٌ عندما تفعلون ما أقول؛ ولكن عندما لا تفعلون ما أقول فلا وعد لكم“ (المبادئ والعهود ٨٢:١٠). وإذا رفضنا عهدنا بعد قبول الإنجيل، يبطل العهد ونُدان أمام الله (راجع المبادئ والعهود ١٣٢:٤). وهو قد قال: ”امتنعوا عن الخطيئة وإلّا تحلّ على رؤوسكم دينونة مؤلمة. لأنّ كلّ من أُعطي كثيراً يُطلب منه كثيرٌ، ومن يخطئ على النور الأعظم يتلقّى دينونة أعظم“ (المبادئ والعهود ٨٢:٢–٣).
العهد الجديد والأزلي
ما هي الوعود التي نقطعها عندما نقبل الإنجيل؟ وما هي البركات التي يمنحنا إيّاها الآب السماوي إن وفينا بهذه العهود؟
إنّ ملء الإنجيل يُسمّى العهد الجديد والأزلي. وهو يتضمّن العهود التي تُقطع عند المعمودية وخلال تناولنا القربان وفي الهيكل وفي خلال أي وقتٍ آخر. وبالنسبة إلى الربّ هذا العهد هو أزليٌّ لأنّ الله الأزلي قطعه ولأنّه لن يتغيّر أبداً. وهو العهد عينه الذي قطعه مع آدم وأخنوخ ونوح وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء. لذا فهو ليس جديداً بالمعنى الحرفيّ للكلمة. لكنّ الربّ يسمّيه بالجديد لأنّه في كلّ مرة يُعاد الإنجيل إلى الأرض بعد نزعه منها، يكون جديداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحصلون عليه (راجع إرميا ٣١:٣١–٣٤؛ حزقيال ٣٧:٢٦).
عندما نوافق على العهد الجديد والأزلي. نقبل بأن نتوب ونُعمّد ونتسلّم الروح القدس وأعطيتنا ونتسلّم عهد الزواج داخل الهيكل ونتبع المسيح ونطيعه حتّى نهاية حياتنا. ويعدنا أبونا السماوي بأنّنا سوف نحصل على الإعلاء في المملكة السماوية إذا حفظنا عهودنا (راجع المبادئ والعهود ١٣٢:٢٠–٢٤؛ راجع أيضاً الفصل السادس والأربعين من هذا الكتاب).
يصعب على البشر استيعاب مدى عظمة هذا الوعد. فالوصايا التي يعطينا إيّاها هي لصالحنا وإذا كنّا مخلصين، سنحظى ببركات السماء والأرض وروائعهما إلى الأبد. كما يمكننا أن نعيش في حضرته ونتشارك حبّه ورأفته وقوّته وعظمته ومعرفته وحكمته ومجده وإماراته.
ما علاقة كوننا شعب العهد مع الربّ بطريقة لبسنا وتصرّفنا وحفظنا وصايا الله؟
نصوص مقدّسة إضافية ومراجع أخرى
رسالة بطرس الأولى ٢:٩–١٠ (شعب مميّز)
المبادئ والعهود ٥٤:٤–٦ (نتائج حفظ العهود وفسخها)
المبادئ والعهود ١٣٢:٧ (العهود التي تقطعها السلطة المناسبة)
المبادئ والعهود ١٣٣:٥٧–٦٠ (الغاية من العهود)
المبادئ والعهود ٣٥:٢٤ (الوعود المقطوعة مقابل إطاعة العهود)
الرسالة إلى العبرانيين ٨:٦ (يسوع المسيح هو وسيط عهدٍ أفضل)
Bible Dictionary, “Covenant,” 651
تعليقات
إرسال تعليق